ك/فكري صالح هملان
في عالم كرة القدم تتعاقب الأجيال وتتناوب الأقدام على أرضية الملعب يتألق نجوم ويغيب آخرون، لكن تبقى الثوابت قائمة لا تهتز، وعلى رأسها اسم النادي وتاريخه وشعاره الذي لا يمس. هذا ما جسدته إدارة نادي اتحاد حضرموت برئاسة الأستاذ إبراهيم الهدار، حين اتخذت قرارات حاسمة بإيقاف عدد من اللاعبين نتيجة لتصرفات لا تمت لاحترافية اللعبة بصلة.
لقد أثبتت الإدارة برئاسة الهدار أنها لا تبحث عن الانتصارات المؤقتة أو عن التنازلات من أجل إرضاء أسماء، بل تضع في مقدمة أولوياتها بناء منظومة قائمة على الانضباط والولاء، والالتزام بمعايير الاحتراف الحقيقي، فمهما بلغ مستوى اللاعب من مهارة أو شعبية، فإن احترام القميص والانضباط داخل وخارج الملعب هو الشرط الأول للاستمرار ضمن صفوف النادي.
وما يلفت الانتباه حقا، أن القرار الذي اتخذته إدارة اتحاد حضرموت يعد من القرارات غير المسبوقة في أندية حضرموت، لم يسبق لأي نادي في المحافظة أن تعامل بهذه الجدية والحزم مع سلوكيات اللاعبين، ما يعكس تحولا نوعيا في الفكر الإداري، ورسالة واضحة بأن زمن التهاون قد انتهى، فالاتحاد اليوم لا يدار بردود الأفعال، بل برؤية طويلة المدى تهدف إلى ترسيخ ثقافة احترافية حقيقية.
القرارات الأخيرة جاءت بمثابة رسالة صريحة " أن النادي ليس رهينة لأهواء أفراد، وأن سلوكيات لا تليق بلاعب محترف لن تجد لها مكانا في اتحاد حضرموت" وهذا ما يستحق الإشادة، إذ أن بناء فريق ناجح لا يعتمد فقط على المهارات، بل على العقلية والسلوك، وهي أمور لا يمكن التهاون فيها إذا ما أرادت الإدارة ترسيخ ثقافة احترافية تدوم.
يُحسب لإبراهيم الهدار وفريقه الإداري أنهم اختاروا الطريق الأصعب، لكن الأصح، طريق الإصلاح من الداخل، ووضع أسس قوية لمستقبل رياضي مشرف، فقد ولى زمن المجاملات، وجاء وقت بناء أندية تقوم على القيم والانضباط، لا على الأسماء والنجومية الزائفة.
ختاما، فإن الأندية تبقى وتكتب تاريخها بأفعال إداراتها وبمواقفها الصلبة لا بمواسم مؤقتة أو أهداف عابرة اللاعبون راحلون، لكن اتحاد حضرموت باق شامخا برجاله المخلصين وبرؤية تؤمن بأن القيمة الحقيقية لأي نادي تبدأ من الانضباط قبل أي شيء آخر.
تعليقات
إرسال تعليق